رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم



متى سيغفر لك ؟



إن الله عز وجل فضل بعض الأيام على بعض وفضل بعض الشهور على بعض ومن أفضل الشهور عند الله عز وجل شهر رمضان فهو شهر الخيرات والبركات ، شهر الغفران من رب الأرض والسماوات ففيه تضاعف الحسنات بلا حساب وتصفد الشياطين. والعاقل منا هو الذي يغتنم تلك الفرصة والمنحة من الله للفوز بالجنة وما أعظمها من فوز.

قال الني صلى الله عليه وسلم: "هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتُغَل فيه الشياطين - بعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له - إذا لم يغفر له فمتى؟"





ماذا يحدث للكون في أول ليلة من رمضان ؟



عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة."

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين."

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم."



فضل رمضان



قال صلى الله عليه وسلم :

" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"

"من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر كله"

"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"

" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"

" إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر"

"إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة"

" والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"

" للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصوم"

" إن عمرة في رمضان تقضي حجة معي"

"إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد"

" الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر"



هذا من كرم الله عز وجل علينا وعلى جميع البشرية – فسبحانه يريد أن يتوب علينا ويؤكد ذلك قوله تعالى

"وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً"

[النساء : 27]





رمضان والصبر



قال صلى الله عليه وسلم: "الصوم نصف الصبر"

والصوم من العبادات المنسوبة مباشرة إلى الله تعالى من بين سائر الأركان – قال تعالى:

"كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا اجزي به"

وقال تعالى: "كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"

فالصيام جاوز ثوابه قانون التقدير والحساب، والله تعالى يقول:

"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"

[الزمر:10]

فالله يعطي الصابرين ثوابهم في الآخرة بغير حدّ ولا عدّ ولا مقدار.





أسرار الصيام ؟



قال تعالى:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"

[البقرة : 183]



فالغاية من الصوم هو تقوى الله عز وجل لقد فرض الله علين الصيام كما فرضه على الأمم التي من قبلنا لعلنا نجعل بيننا وبين عذاب الله وقاية وذلك بطاعته وعبادته وحده.

والصوم قهر لعدو الله (إبليس)، فالمسلم باتباعه لأوامر الله عز وجل يقهر الشيطان الذي تحدى الله بقوله:

"فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83}"

[سورة ص]



والصوم مدرسة كبيرة لتربية النفس على محاربة هواها وشهوتها فخلال الصوم يقوم الإنسان بمنع نفسه عن الاشياء الحلال (الطيبات) ، فمن الطبيعي أنه بعد رمضان يكون قد تربت لديه المقدرة على التحكم في نفسه ، ليس في منعها عن الحلال ولكن في سهولة منعها عن الحرام (الخبائث)



درجات الصوم :



لكل عبادة ظاهرا وباطنا ولكل ظاهر وباطن درجات. فعلى سبيل المثال الصلاة ظاهرها الحركات من ركوع وسجود وباطنها الخشوع – وقال الله تعالى:

"قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون".

[المؤمنون: 1-2]

فأصحاب العقول السليمة يهتمون بالباطن مع الظاهر ولا يرضون بالظاهر فقط كما يفعل الكثير من الناس في هذه الأيام.

قال صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر." قال العلماء : كم من صائم مفطر وكم من مفطر صائم والمفطر الصائم هو الذي يحفظ جوارحه عن الآثام ويأكل ويشرب. والصائم المفطر هو الذي يجوع ويعطش ويطلق جوارحه لفعل المحرمات.



من آداب الصوم :



· عدم الإكثار من النوم بالنهار حتى يشعر الصائم بالجوع والعطش ويستشعر ضعف القوى فيصفو عند ذلك قلبه ويستديم في كل ليلة قدرا من الضعف حتى يخف عليه تهجده وأوراده.

· الخوف والرجاء : فيكون قلب المؤمن عند الإفطار معلقا مضطربا بين الخوف والرجاء فهو لا يدري أيُقبَل صومه فهو من المقربين أو يرد عليه فهو من الممقوتين. وليكن كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها.



*******



اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يسمعون القول فيتَبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
آمين