هي أنت نعم أنت
لماذا تنظر إلي هكذا
لماذا تنظر لي بهذه النظرة
هل تعلم أنك تجرحني ولكن لا تعلم
تحدق بناظريك إلي وكأنك مشفق إلي هذه
النظرة التي تصدر منك ومن غيرك تقتلني من الداخل,ولكن هل علمت أنني راض بحالي هذه وأني أشكر الله لا تستغرب من قولي هذا لأن الله أعطى المعاق نعمة لم يعطها الإنسان السليم وهو أن المعاق يشعر بقيمة الحاسة التي فقدها مثل السمع أو البصر أو الحركة أو المشي أو الكلام ونحوها .
هل لديك إجابات لأسئلتي واعلم أن كلامي لم ينتهي ولدي المزيد والمزيد.
سامحني أيها المعاق فأنا لم أقصد أن أجرحك
وأيضا تجرحني وتندهني بالمعاق لماذا أجبني لماذا؟
آسف أنا لم أقصد والآن هلا أخبرتني ما أسمك ؟؟
لأستطيع محاورتك بالأسلوب الذي تريد.
أنا اسمي معاذ وعمري اثنتا عشر عاما وأسكن بالتأهيل الشامل في هذه المنطقة.
أنت معاق وصغير السن حقا ولكنك صحيح وكبير العقل فكم أخجلني كلامك الذي يسمعه يحسب أنه سمعه من شخص عاقل وراشد وهو في الحقيقة يصدر من براءة تجرعت الألم من الناظرين إليها كم أثر كلامك فيني وأنت أيها البطل بصمت في حياتي بصمة لن أنساها ما حييت وأعدك يا معاذ أني سوف أفعل أي شئ لأرى ابتسامتك ترجع إلى هذه الشفاه الموردة وغيرك من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ارني أيها الكبير ماذا ستقدم لهذه الفئة من الناس وأتمنى أن تصدق حقا في وعدك وأن ترجع البسمة لي كما قلت ..........................................
ركب السيارة وهو لا يكاد يصدق ما حصل له وهو يسير بسيارته أوقفته إحدى الإشارات وحينما ينتظر
أن يخضر لونها إذ بإحدى لوحات العرض الإلكترونية تعرض إعلان لمنتج غذائي جاءت هذه الفكرة بأن يصنع فلما قصيرا للتعاون مع المعاقين وطريقة التعامل معهم وأن تكون صورة المعاق معاذ وإخوانه في المركز في هذا المقطع .
فذهب إلى منزله وتوجه إلى غرفته وفتح جهازه اللابتوب وبدأ يضيف إبداعاته وسهر طوال الليل وهو ينفذ هذا الوعد .
وفي اليوم التالي ذهب إلى مدير التأهيل الشامل وطلب منه صورهم بدون علمهم لتكون لهم بمثابة مفاجأة ثم بعد ذلك ذهب إلى البلدية المسؤولة عن لوحات العرض في الطرقات ليعرض هذا الفلم وأنفق المزيد من المال لذلك .
ثم ذهب لإحدى القنوات وأعطاهم هذا الفلم ومر الوقت سريعا وفي اليوم التالي اتصل على مدير التأهيل الشامل وأخبره أن يجمع الأطفال في صالة العرض وطلب منه أن يدير لهم على قناة معينة فعندما أحضرهم انتظروا قليلا وإذا بصورهم بتتالي وطريقة التفاهم الشعور بهم
ففرحوا وظهرت على شفاههم الابتسامة التي وعدهم إياها .
بعدها دخل هذا الرجل الطيب والأطفال في ضجة وفرحة كبيرة فتوجه إلى معاذ وقال له ألم أقلك إني سوف أرجع الابتسامة لكابتسم معاذ ابتسامة عريضةفضمه ضمة بريئة وقبله بقوة فستأذن من مدير المركز وأخذ من رغب منهم معه وخاصة معاذ فأدخلهم السيارة حتى وصلوا عند إحدى الإشارات فإذا بها تعرض الفلم الخاص بهذه الفئة فقام الأطفال بالصراخ والضحك والفرحة تغمرهم .
ثم ذهب بهم لإحدى الحدائق المعروفة في المنطقة حتى انتهى اليوم وبعد ذلك ذهب بهم إلى المركز ولديهم الأكياس المليئة بالهدايا والسكاكر واللعب وأهم شئ أن الفرحة تغمرهم .
فرجع إلى بيته وأوى إلى فراشه فتذكر ما مر به اليوم ووعد أن لا يحرمهم الفرحة مثلما حرموا الحركة أو السمع أو غيرها من الحواس وما أجمل أن تنام وأنت في غاية الراحة .
فنعم الرجل أنتَ :
(إذا أنفقت من مالك عليهم )
فنعم المرأة أنتِ :
(إذا قمت بمساعدة هذه الفئة من الناس)
أو بأقل شئ وهو:
أن تزرع الفرحة والابتسامة على محياهم.
بقلمي :
أنات حائرة